بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرا ما ادعى لدرس في بيت عزاء واكثر ما يهمني ان اعرف كيف كان الرحيل لانني استقرئ من الوصف حسن الخاتمة اوسوءها
او ليست اعمالنا في الدنيا نهدف منها الثبات وحسن الخاتمة ؟اليس فضل الله علينا في رمضان توبة واسغفار ورجعة الى الله لننال حسن الخاتمة ؟
اذن ماذا تعني حسن الخاتمة وماذا يعين عليها؟
حسن الخاتمة يعني..
أن يوفق العبد قبل موته للرجعة عما يغضب الرب سبحانه، والتوبة من الذنوب والمعاصي، والإقبال على الطاعات وأعمال الخير، ثم يكون موته بعد ذلك على هذه الحال الحسنة.
ومما يدل على هذا المعنى ما صح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله} قالوا: كيف يستعمله؟ قال: {يوفقه لعمل صالح قبل موته} [رواه الإمام أحمد والترمذي].
من علامات حسن الخاتمة:
ما يعرفه العبد المحتضربما يرى من المبشرات من ظهور الملائكة له وتثبيتهم إياه وقد دل على ذلك.
قول الله تعالى: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون) [فصلت 30].
وهذا البشارة تكون للمؤمنين
* عند احتضارهم.
* وفي قبورهم.
* وعند بعثهم من قبورهم.
ومن علامات حسن الخاتمة ما يتجلى للناس فيرونه أو يسمعونه, ومن ذلك:
1) النطق بالشهادة عند الموت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة} [أخرجه الحاكم].
2) الموت برشح الجبين، أي أن يكون على جبينه عرق عند الموت، لما رواه عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { موت المؤمن بعرق الجبين} [رواه النسائي].
3) الموت ليلة الجمعة أو نهارها لقوله صلى الله عليه وسلم: {ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر} [رواه أحمد والترمذي].
4) الاستشهاد في ساحة القتال في سبيل الله، أو موته غازياً في سبيل الله، أو موته بمرض الطاعون أو بداء البطن كالاستسقاء ونحوه، أو موته غرقا، والدليل ما رواه مسلم في صحيحه عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {ما تعدون الشهيد فيكم؟ قالوا: يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد، قال: إن شهداء أمتي إذا لقليل، قالوا: فمن هم يا رسول الله؟ قال: من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد، والغريق شهيد}. { صحيح مسلم }
مات في البطن:الاستسقاء وانتفاخ البطن
قال الله تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم اللهم من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون، يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين) [آل عمران 169 – 171].
وقال صلى الله عليه وسلم: {للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن الفزع الأكبر، ويحلّى حلية الإيمان، ويزوج من الحور العين، ويشفع في سبعين إنساناً من أقاربه} [رواه الترمذي].
5) الموت بسبب الهدم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {الشهداء خمسة: المطعون والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله} [متفق عليه].
6) ومن علامات حسن الخاتمةالخاصة بالنساء: موت المرأة في نفاسها بسبب ولدها أو وهي حامل به، عن عبادة بن الصامت أنه صلى الله عليه وسلم أخبر عن الشهداء، فذكر منهم: {والمرأة يقتلها ولدها جمعاء شهادة، يجرها ولدها بسرره إلى الجنة} [رواه أحمد والدارمي والطيالسي ] يعني بحبل المشيمة الذي يقطع عنه.
7) وداء البطن شهادة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ومن مات في البطن فهو شهيد} [رواه مسلم].
الموت بالحرق وصاحب ذات الجنب: في حديث جابر بن عتيك مرفوعا:" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله، المطعون شهيد، والغرق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد والمبطون شهيد، والحرق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيدة". [مالك وأبو داود والنسائي وابن ماجه والحاكم وأحمد]
ذات الجنب:ورم حار يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع.
9) ومنها الموت بداء السل حيث أخبر صلى الله عليه وسلم أنه شهادة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {قتل المسلم شهادة، والطاعون شهادة والمرأة يقتلها ولدها جمعاء شهادة والسل شهادة} [رواه أحمد].
10) والطاعون شهادة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {والطاعون شهادة} [رواه أحمد].
11) موت المحرم فهو في سبيل الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في المحرم الذي أوقعته ناقته: {اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبه ولا تخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً} [رواه مسلم].
12) أن يكون آخر عمل المسلم طاعة لله: روى حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من قال لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله ختم له بها ودخل الجنة، ومن صام يوماً ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة، ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة} [رواه أحمد].
13) من مات في سبيل الدفاع عن الخمس التي حفظتها الشريعة وهي الدين والنفس والمال والعرض والعقل: عن سعيد بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد} [رواه أبو داود والترمذي والنسائي واحمد].
14) الغرق والهدم شهادة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {الشهداء خمسة المطعون والمبطون والغرق وصاحب الهدم} [البخاري ومسلم والترمذي وأحمد].
15) الموت رباطا في سبيل الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان} [رواه مسلم والنسائي والترمذي واحمد ].
16) من قتله الإمام الجائر لأنه قام إليه فنصحه، لقوله صلى الله عليه وسلم: {سيد الشهداء حمزة ابن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله} [صحيح الجامع ج2/ 3675].
وظهور شيء من هذه العلامات أو وقوعها للميت، لا يلزم منه الجزم بأن صاحبها من أهل الجنة، ولكن يستبشر له بذلك، كما أن عدم وقوع شيء منها للميت لا يلزم منه الحكم بأنه غير صالح أو نحو ذلك فهذا كله من الغيب.
ومما يساعد على حسن الخاتمة و يؤدي إليها:
1- أن يلزم الإنسان طاعة الله وتقواه ويحقق التوحيد.
2- وأن يحذر من ارتكاب المحرمات ويبادر إلى التوبة من كل ذنب.
3- وأعظم ذلك الحذر من الشرك كبيره وصغيره.
4- وأن يلح المرء في دعاء الله تعالى أن يتوفاه على الإيمان والتقوى.
5- وأن يعمل الإنسان جهده وطاقته في إصلاح ظاهره وباطنه.
6- وأن تكون نيته وقصده متوجهة لرضا الله سبحانه وتعالى.
فقد جرت سنة الكريم سبحانه أن يوفق طالب الحق إليه، وأن يثبته عليه، وأن يختم له به.
اللهم اجعل خير ايامنا يوم لقائك وخير اعمالنا خواتيمها وردنا اليك ردا جميلا اجمعين
هذا رجل لا نزكيه على الله بل نحسبه صالحا فان موته ساجدا في الحرم النبوي حسن خاتمة ان شاء الله
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة جميعا
اللهم امين