أتخيل دائماً أهل الصفة وأني قد عشت معهم ، المهاجرين أتوا إلى النبي ليس لهم في المدينة أهل ولا مال ،
إن سألت عن سكنهم فهو صفة في ناحية من المسجد النبوي هو مكان سكنهم وإقامتهم وطعامهم مد من التمر يقتسم بين اثنين ، وإن سألت عن لباسهم فقليل بالكاد يسترهم ..
ماهو شعور هؤلاء ؟ وماشعورهم تجاه الأغنياء .. في هذا المشهد والحديث ،
قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ
قَالَ أَوَ لَيْسَ قَدْ
جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ
صَدَقَةً وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً
وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً
وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ . رواه مسلم.
فكان الشيء الذي يتحرك في قلوبهم من الأغنياء ويشعرون فيه بالغبن ، أنهم يجدون مايسبقهم الأغنياء إليه .. سبق خيري
ليس لهم ويريدون أن يكون لهم ذات الإمتياز .. فجعل يعد عليهم خصال الخير من الصدقات التي يقدرون عليها ..
فقرت عيونهم وكان في هذا الحديث فتح آفاق لهم لم يكونوا يستشعرون هذا الفضل والمساواة للأغنياء ..
فمع طيب نفوسهم فتح لهم النبي صلى الله عليه وسلم نوافذ من الخير وأفضلها ماذكر الله به ،
فكم ضاع منا من أوقات بلا ذكر،
وعدد لهم طرق بسيطة للخير يستطيعها الغني والفقير ، فعدد منافذ وطرق خير بعدد أنفاسنا بشهر الخير ..
المهم التحرك والتحفز والإقتناص .. رضا الله ليس بالشيء الهين ، شيء عظيم ويتمناه الناس في الجنة ..جعل لنا باباً لرضاه
" إن الله ليرضا عن العبد يأكل الأكله فيحمده عليها ، ويشرب الشربة فيحمده عليها " فما أعظمه تعالى ، شيء يسير ننال به رضاه
وحتى الطريق فيه طرق خير وميادين للخير .. لنجعله تحدي .. ونجعلها مشاريع خيرية في دقيقة بإبتسامة طيبة وهذه صدقة ، وسلام على من تلقاه ،
فهذه حسنات ، وتصافح فـ تتحّات الذنوب ، وسؤال عن الأهل والأبناء بكلمة طيبة صدقة ..
فكم عدد المشاريع الخيرية التي يستطيع الإنسان أن يحتسبها وينفذها
لسنا بحاجة إلا لبراعة قنّاص يقتنص فرص الخير.