مذاهب.. في قلب واحد!
العائد من سلطنة عمان: محمد يعقوبي :
ما نعرفه نحن الجزائريين عن سلطنة عمان لا يزيد عن كونها مركزا مهما للمسلمين من معتنقي المذهب الإباضي وهم مثال حيّ للتديّن والوطنية عندهم وعندنا في الجزائر، لكن الذي وجدته خلال زيارتي إلى السلطنة أنها أنموذج مذهل للتعايش المذهبي، فلا تكاد تحضر أو تسمع أيّ نقاش مذهبي يمكن أن يعكر على المسلمين تديّنهم ووقارهم وسكينتهم، رغم وجود المذهب الشيعي إلى جانب المذهب الشافعي إلى جانب طبعا المذهب الإباضي الذي تنتمي إليه العائلة الحاكمة، وبالفعل استطاع السلطان قابوس أن يشمل ويشيد أنموذج المسلم الواعي الذي يرتفع إلى نفائس الأمور وينشغل بما يهمه ويفيده في دينه ودنياه ولا ينزل أبدا إلى أساليب التفرقة التي غرسها فينا الصهاينة، حيث صار المسلم منّا يسأل أخاه المسلم عن مذهبه وعرقه قبل أي شيء آخر.. ورغم كوني من المهتمين بتاريخ الملل والنحل والأديان والمذاهب، إلا أن الخجل تلبّسني كلما أردت أن أسأل عمانيا عن مذهبه، لترفّعهم الشديد عن مثل هذه الأشياء التي تثير فضول الصحافيين والمؤرخين والباحثين، وهو الشعور الذي اجتاحني وأنا التقي فضيلة مفتي السلطة الذي سبق له أن زار الجزائر عدة مرات.. وقد تمنيت أن تنهل باقي بلداننا الغارقة أحيانا في الصراعات المذهبية والطائفية من هذه المدرسة حتى تنشغل شعوبنا بما يجمعها وليس ما يفرقها.