تمنت الموت في بلاد الحرمين وكان لها ماأرادت قصه جوزلين
قدمت إلى الرياض لتعمل عند إحدى الأسر وتركت أبناءها هناك في الفلبين فعاملتها كفيلتها كأخت لها وكواحدة من أفراد المنزل خاصةً بعد أن أشهرت جوزلين إسلامها في مكتب الدعوة بشمال الرياض.
وكانت تجلس معها كثيراً فتُحدثها عن الأنبياء وقصصهم وعن القرآن وإعجازه وعن الخالق وملكه وتدبيره.
وأحبت جوزلين الإسلام وأبحرت في تعلمه على يد كفيلتها، فقد كانت تُنصت باستمتاع لها وهي تقص عليها قصة موسى وعيسى عليهما السلام وباهتمام وهي تشرح لها مبادئ الإسلام وسماحته. وأمضت عند كفيلتها عدة سنوات كانت فيها كأحد أفراد الأسرة.
ومع السنين مرضت جوزلين مرضاً تحتاج معه للرعاية ومراجعة الأطباء. وكان بإمكانها أن تعود إلى بلدها خاصة أن زوجها قد انتهى عقده لكنها لم تفعل. وقالت لكفيلتها: أخاف إن عُدت إلى الفلبين يتغير ديني، لا أريد أن أعود.
وتفاجأت الكفيلة بجوزلين وهي تطلب منها أن تأذن لها لتبقى معهم بعد سفر زوجها لتكمل بقية حياتها في منزلهم رغم أن لديها أبناء وحفيد تحبهم كثيراً.
وقالت الكفيلة: وعدتها خيراً وكنت حينها أجهز للسفر لمكة (لأداء عُمرة ).
وأضافت: وفي يوم الجمعة وبينما أنا في البيت الحرام أمام الكعبة إذا برنين جوالي يتكرر لأرد فأسمع صوتٌ خافتٌ متقطع يقول: ستموت جوزلين، حالتها سيئة جداً، الأطباء حولها إنها في العناية المركزة. كانت مكالمة من زوج جوزلين. وتابعت المواطنة : بكيت ودعوت الله في ذلك الموقف أن يلطف بها ويثبت زوجها، وهممتُ بالعودة إلى الرياض وفي الطريق جاءتني مكالمة تؤكد خبر وفاتها من زوجها الذي كان منهاراً فطمأنته وذكرته بالله وبأمنية زوجته التي كانت تتمنى أن تموت هنا فحقق الله أمنيتها واستجاب دعاءها وذكرته بالصبر.
وقالت: بعد وصولنا إلى الرياض ذهبت لها وسلمتُ عليها وقبلتها وهي ميتة، واستغرق إنهاء أوراقها اسبوعاً.
وأضافت: غسلتها بيدي وصليت وبناتي عليها، وصلى عليها جموع المصلين صلاة العصر في مسجد الراجحي يوم الخميس الموافق 11 /2/ 1433 هـ.