اذا عندي ...... سأكون سعيدا
أسيادي وأحبابي كم مرة كررنا هذه العبارة مع تغيير ما في الفراغ، فالبعض يقول إذا عندي فلوس كثيره سأكون سعيداً، والآخر يُعلّق سعادته على الوقت أو الزواج أو السيارة أو البيت أو الفستان أو الجوال أو الشهادة أو الوظيفة أو العلاوة أو .........، القائمة طويلة جداً وهي دائمة التجدد في كل عمر وزمان يتغير ما في الفراغ.
لكن هل فعلاً هذه الأمور تجلب لنا السعادة؟
لو رجعنا عشر أو خمس سنوات في حياتنا لوجدنا أن أغلب ما كنا نتمناه و نُعلِّق عليه سعادتنا تحقق بالفعل، ولكننا ما زلنا لا نشعر بالسعادة المنشودة، فهل فعلاً سعادتنا مربوطة بشيء؟ أم ماذا؟
حتى نفهم السبب اسمحولي أن أضرب مثالاً للتوضيح
هل في مرة من المرات إنبهرنا بمنظر طبيعي جميل جداً وقلنا بلا شعور......اللــــــــــــه أو واااااااااو أو شهقنا بقوة من شدة اعجابنا بما رأينا؟
الأغلب سيجاوب بنعم، هل تدرون ما السبب في هذا الإنبهار والإعجاب ؟ و ما الذي حصل فعلاً في تلك اللحظة؟
السبب ببساطة هو أننا عندما رأينا ذلك المنظر لم يكن لدينا تعديل على ما رأيناه، فأعجبنا المنظر كما هو بكل تفاصيله من غير تغيير، فلم نَقُل مثلاً "إذا كانت الشمس مائلة شويه لليمين راح يكون المنظر أجمل"، أو "لو كانت أغصان الشجرة مهذّبة أكثر ...."
الموضوع الأصلى من هنا: منتديات عذاري اذا عندي ...... سأكون سعيدا
فرضانا عن ذلك المنظر كما هو عليه من دون تغيير هو السبب في شعورنا بالسعادة و اللإنشراح في تلك اللحظة، وهذه المشاعر الجميلة موجوده فينا بالأصالة ولكننا نكبتها بإستخدام نموذج خاطئ في التفكير، وهذا النموذج الخاطئ هو تعليق سعادتنا على أمور خارجية، فإذا حصلنا على مانريد ولم نشعر بالسعادة، فكل ما نعمله هو تغيير ما في الفراغ و نتمنى أن النموذج سيكون ناجحاً في المرة القادمة، وهكذا يفشل في كل مرة و تضيع أعمارنا في البحث عن السعادة بإستخدام خريطة خاطئة.
وعلى هذا الأساس فإن رضانا عما حولنا هو سر السعادة، وهذا الرضا إختيار للإنسان لقوله تعالى (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا) بمعنى جاحد لنعمة الله، فبإختيارنا أن نكون راضين في جميع أحوالنا عن الله نتذوق طعم السعادة الحقيقية أو نقول حلاوة الإيمان، والأكمل من ذلك أن نكثر من ذكر الله حتى نرى آيات الحق سبحانه في كل شيء كما قال تعالى ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقّ)، فنقول في كل لمحة أللـــــــــــــه فرحاً و شكراً وأنساً باللـــــه
اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
آمين
ملاحظة مهمة
لا يعني ذلك عدم قيام الإنسان بتطوير نفسه دائماً، بل على عكس ذلك تماماً، لأن الشاكر لا يعلّق سعادته على نتيجة الأعمال التي يقوم بها، لكنه يقوم بما أمره الله به إمتثالاً و محض عبودية سواءاً حصلت النتيجة التي يريدها أو لا، فهو سعيد وراضياً عن ربه في قلب، و جوارحه تبذل قصارى الجهد في إتقان عمله دائماً، و لا ييأس أبداً من فضل الله لأنه (لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) بمعنى الجاحدون المتذمرون الذين يعلقون سعادتهم على النتائج، ولنا في رسول الله أسوة حسنة عندما سُئل عن قيامه الليل الساعات الطويلة وقد غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقال (ألا أكون عبداً شكورا)
منقوول
لاتنسوني من دعاكم