كان أحد الشبان جالسا وحيدا مع نفسه على أحد المقاعد في آخر المتنزه
و كان الصمت يحيط به من كل جانب و كانت تبدو عليه علامات الحزن و الألم , و كانت تبدو على عينيه علامات الهم و الأسى
مرّ عليه أحد الشبان و اسأذن بالجلوس فلم يسمع منه أي رد
جلس الشاب الضيف بقرب ذلك الشاب بصمت
بعد لحظة نظر الضيف الى وجه الشاب و قال : لماذا تبدو حزينا الى هذا الحد ؟
فأجاب الشاب :هذه مشيئة القدر
سأل الضيف : و ماذا فعل بك القدر ؟
فأجاب الشاب : جعلني وحيدا في هذه الحياة , حياة ليس فيها سوى الألم و الحزن
قال الضيف للشاب : لا تفقد الأمل فربما يخبئ لك القدر حياة سعيدة
نظر الشاب الى الضيف و قال :ماذا ستفعل اذا فقدت أثمن ما تملك كيف سيكون شعورك عندئذ ؟
سأل الضيف : و ما هذا الشيء الثمين الذي فقدته ؟
أجاب الشاب ( بعينين دامعتين ) : فقدت قلبي ,فقدت قطعة من كبدي , فقدت صديقا لم و لن أجد صديقا مثله في حياتي ... كان يشعر معي في أفراحي و أحزاني , و كان يحاكي أفكاري و يخفف آلامي ,كان معي في كل شيء أفعله و لم يفارقني في حياته أبدا
و لكن ماذا أستطيع أن أفعل ... آه لو أستطع تغيير القدر لاستبدلت روحي بروحه و أعدته الى الحياة و متّ مكانه
فهم الضيف ألم الشاب و لم يستطيع التخفيخ عنه
ثم قام من مجلسه و استأذن
بقي الشاب جالسا لوحده . و بعد لحظات وقف الشاب و صرخ بصوت حزين : يا الله . لماذا يحكم علينا القدر بالألم
لماذا قدري أن أكمل حياتي حزينا وحيدا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثم وقع على الأرض في صمت و لم تنتج عنه أي حركة
فقد مات هذا الشاب و هو يتأم على صديقه