قصة قصير بقلمي...

b]الفتى والرئيس

كان يظن ان سعادته في بناء القصور ، يظن لن سعادته في قتل

اعدائه ، يحسب ان سعادته تكمن في بقائه على كرسي العرش ، غير أنه لم يسعد يوما ، بنى القصور الكبيرة ، والابراج الطويلة والحدائق الزاخرة غير أنه لم يعش سعيدا ...!
فكر كثيرا لماذا هذا الحزن ؟!
أجاب نفسه لعله حان وقت تغيير العيش في هذا القصر وبناء قصر أكبر وأجمل من هذا !!!!
بنى أكبر قصر في البلاد وعندما قدم ليعيش فيه ، قال : لن أحزن بعد اليوم !
سأعيش سعيدا وبعيدا عن مظاهر الفقر
هذا القصر القصر سيجعلني سعيدا !!
بقي اياما في قصره الجديد ،غير أنه لم يرتح يوما ...
سأل من حوله ؟ فاجابه أحدهم : لعلك لم تعتد على العيش هنا لان المكان يختلف تماما عما كنت فيه سيدي ..!!
لم يستطع الخادم ان يجيب على سؤاله لأنه يخاف بطشه وجبروته ، يخاف على نفسه وأولاده من القتل .. هو لم يستطع ان يقول له : لأن الشعب لايريدك ..!!
وانه يتمنى اليوم الذي تموت فيه ...
لايستطسع ان سقول له انت من تصنع تعاستك بيدك ..ليست السعادة كما تظن ..
لكن الخادم اجابه بتفكير يتناسب معه !!!!
فكر الرئيس بالخروج الى الساحات العامة ليرى الطبيعة والحياة عله يشعر بتلك السعادة .................................................. ............
كان موكبه كبير استطاع ان يسد شوارع الدينه من الزحام !!نزل الريس تحوطه حمايته نظر الى الناس فرآهم فرحين بحياتهم رغم بساطتهم ومعالم السعادة بادية على وجوههم غير أنهم لايبتسمون في وجهه !!
حاول ان يتفهم تلك النظرات غير أنه لم يجد لذلك تفسيرا ، لذا اراد ان يسأل شخص لكنه سرعان ماتراجع ،،،اذ ليس من اللائق لديه ان يكلم عامة الناس وهو رئيس البلاد وليس من الحسن أن يعرف الناس انه حزين !!!
نظر الى الناس الكل مشغول بما يخصه لا أحد يهتم به ، ذلك يبيع الخضار وآخر يشتري الفاكهة وتلك العجوز تبيع الحلويات التي صنعتها بيديها ، ومن بين الجميع رأى طفلاﹰ لم يتجاوز الرابعة عشر من عمره ، رآه يجلس على الارض ممسكا بيده مزمارا وقد قربه الى شفتيه وبدأ يعزف لحنا بدا حزينا جذب عزفه الرئيس لأنه شاهد شخصا حزينا ،، تقرب منه بعد أن طلب من حمايته الابتعاد حتى لايخيفوا الفتى !!
بقي الطفل يعزف غير مبالﹴ بقدوم الرئيس واقترابه ،،، وبقي الرئيس يستمع لذلك اللحن .................................................. ........... تساءل الرئيس في نفسه لماذا يبكي ؟
لماذا يبكي طفلﹲ بعمر الزهور وسط هؤلاء الناس الفرحين ؟
لكنه لم يعرف الاجابة لم يحتمل فسأله : لم تبكؚ ياصغير ؟؟!!!
فأجاب الطفل ببراءة الطفولة الرائعة : لأن الرئيس قد قتل والدي !!!
حاول الرئيس ان يتفهم تلك العبارة فهو لم يعتد على سماع ذلك او انه لم يسمع ذلك مطلقاﹰ
فقال :
_ وكيف عرفت أن الرئيس قتله ؟
فأجاب الفتى بثقة فيها بعض الحقد على الرئيس وهو لايدري أنه يكلمه !!
_ لأن أمي قالت : أن اباك قد ذهب الى الرئيس بدعوة منه ولم يعد سوى جثة محمولة فوق الأكتاف !! وأنا اليوم ابكي علي والدي حزنا ليس لاني فقدته فقط بل لانه لم يحقق ماكان يصبو اليه ...
_ وماذا كان يريد ان يحقق والدك ؟! (تساءل الرئيس في عجب ) !
_ كان ابي يريد أن يرى البلاد تسودها الحرية والحب والسلام والامن .
_ وهل هذا غير متوفر في بلادنا ؟!
( سأل الرئيس بعد أن صعق من أجوبة الفتى )
فأجاب الصبي ساخرا :؟
_ وهل أنت من غير هذه البلاد ؟
الا ترى القتل ؟!!
وهل تشعر بأنك حراﹰ ؟ وانت مقيد بكل هذه القوانين الجائرة ؟!!
لاتتكلم مع الرئيس ، لاتذكره بسوء ، لاتنصحه ، وتخبره بأخطائه ، دعه يفعل مايحلو له ، يبني القصور الكبيرة والناس لاتجد مأوى ،يلأكل انواع الطعام وافخره والفقر يملأ البلاد ...
كان الرئيس يستمع للصبي وقد فتح عينيه مدهوشا لـؚما يقول ..!!!!!
عندها قال : توقف لاتكذب ،، ربما كان اباك لصا والا لم يقتله الرئيس ..!!
لو لم تكن طفلا لقتلتك واتبعتك بابيك ،، والآن اغرب عن وجهي ولا تذر الرئيس بسوء ..
ومضى الرئيس بعد ان ركب سيارته وغادر موكبه الى قصره وبقي الظلم والجور والقتل والحرمان حتى يثور الشعب وينتهي كل هذا.. .....................................بقلــمي : بشائر