كانت ليلة ربيعية جميلة حيث جميع السكان في الحي الشمالي يستمتعون بها, كل البيوت مليئة بالفرحة و السعادة إلا بيت واحد لم يذق طعم الراحة أبدا يعج بالصراخ بسبب جدال الأم مع ابنتها (رينا) على كل صغيرة وكبيرة.
رينا في الخامسة عشر من عمرها ومن هواياتها الرسم والتزلج وهي مشتركة في فريق التشجيع في مدرستها .
رينا لا تحب إن يتحكم بها احد كما تفعل أمها ولكن هذا هو الواقع و عليها أن تعيشه .
في صباح احد الأيام استيقظت صديقتنا لتذهب إلى المدرسة فارتدت ملابسها السوداء و صبغت خصلتان من شعرها الأشقر بالزهري ثم انطلقت في طريقها إلى هناك لم يأخذ الطريق وقتا طويلا فالمدرسة قريبة من البيت
وعندما وصلت هناك التقت بصديقتها (تاتيانا) ...رينا: مرحبا كيف حالك
يا تاتيانا ...بخير وأنت؟نعم بخير ..إذا لماذا تبدين حزينة هل تشاجرت
مع أمك .... نعم ككل يوم وهل يحدث غير ذلك في حياتي المملة فانا أنام
ليلا وأتمنى إن استيقظ صباحا لأرى حلمي يتحقق وهو إن يحدث لي شيء
خارق للطبيعة في حياتي ليقلبها رأسا على عقب ,تاتيانا:نعم أحلامك حتما
كبيرة ومستحيلة, ...بدأت الحصة الأولى وذهب الجميع إلى صفه,
عندما كانت تاتيانا و رينا جالستان في مقعديهما تستمعان إلى شرح المعلمة
وفجأة سمعتا صوت يقول:تعاليا إلينا نحن نحتاج إليكما ساعدننا, فنظرتا
إلى بعض وقالتا معا هل سمعتي ذلك؟!!! .. نعم يا تاتيانا .. لقد سمعت
, فسألت رينا صديقتها الأخرى كايلي: هل سمعت هذا؟ ... أتقصدين
شرح المعلمة لأنني لم افهم شيئا ... لا لا الم تسمعي نداء مساعدة ...
ها!! لا.. , وبعد انتهاء الحصة خرجتا معا (رينا و تاتيانا ) فقالت رينا:أنا
وأنت يا تاتيانا فقط من سمعتا ذلك الصوت و أما الباقي فلا ... لابد ان أحدا يلهو معنا ... رينا : عماذا تتكلمين لا اعتقد ذلك فيا ترى من كان يطلب مساعدتنا ؟!! .. تاتيانا:لا اعلم صراحة ولكني متأكدة أنها خدعة , لا لا أظن ذلك .
وعندما جاءت استراحة كانت رينا وتاتيانا تجلسان كالمعتاد مع صديقاتهما على المائدة ولكنهما سمعتا الصوت المستغيث مجددا ونظرتا في أعين بعض باستغراب وفجأة ظهر لهما ذلك الضوء الأسود اعلم هذا غريب فلا يوجد ضوء أسود , المهم كان ذلك الضوء رفيعا جدا برفع الشعرة وبعدها بدا يتحول إلى مجموعة خطوط ليشكل كلمة ساعدننا ... رينا:هل ترين ما أرى ؟ للأسف نعم .. كايلي : ما بكما تتصرفان بغرابة اليوم تسمعان أشياء
وتتكلمان بغرابة!!!... تاتيانا:هل جننا ... , وفجأة وضع احدهم يده على كتف تاتيانا ففزعت :ياالهي انه أنت يا براد لقد أفزعتني(,كان هذا براد صديق رينا و تاتيانا منذ أيام الطفولة),براد:ها! ما بك تبدين وكأنك رأيت شبحا هل أنت بخير ؟! .. نعم ولكني متعبة قليلا فقط هذا كل شيء , حسنا إذا إلى اللقاء ,إلى أين أنت ذاهب ,اعذريني يجب أن احضر صف الجودو
لاريك قوتي ... حسنا إذا إلى اللقاء ... براد في نفسه(آسف لا استطيع إخبارك أين سأذهب ولكن أعدك انك سوف تعلمين قريبا)... رينا:كيف سنعرف ما هذا !!!... صدقيني لا اعلم كيف ولكنه حتما فاق الحد لهذا علينا أن نكتشف هذا بأنفسنا وألا نخبر أحدا ,حسنا .
انتهى اليوم الدراسي الغريب و عادت الفتاتان إلى منزليهما , رينا:يا الهي لقد عدت من جنة لا دخل على نار فتنهدت ودخلت البيت فوجدت أمها تصرخ بأخيها كالعادة فقررت أن تختصر الطريق وتذهب إلى غرفتها فقد كانت متعبة من يومها المخيف فاستلقت على فراشها وقد غطت في نوم عميق وعندما كانت تحلم بأنها تتجول في ذلك المكان الناصع البياض سمعت ذلك الصوت مجددا يطلب المساعدة فقالت:من أنت !!لماذا تطلبين مساعدتي ... أنا اطلب المساعدة منك لأنك حارستنا القوية وسحرها لا مثيل له,وفجأة انسكب اللون الأسود على البياض الجميل ليخفيه بين طياته فتسمع رينا صوت الأحزان والآلام عندها تصرخ من غضبها وتستيقظ ... يا للهي يا له من كابوس ,ولكن ذلك الصوت يأتي إلي كيف!!لماذا؟ ..ربما سأدقق في هذا الأمر بعد أن انهي دروسي الغبية ... بعد مرور
أربع ساعات ... أخيرا سأذهب لأختصر وجبة خفيفة من الثلاجة نزلت
رينا إلى المطبخ فغرفتها كانت في الطابق الثاني والبيت كبير جدا وعندما وصلت إلى الأسفل فتحت باب الثلاجة لتراها فارغة ... لماذا تبدو الثلاجة هكذا بعلمي إن أمي قد ذهبت إلى السوق اليوم حسنا إذا لما لا اسألها؟,أمي ... الأم:ماذا تريدين !!!... رينا:لما تبدو الثلاجة فارغة ... نظرت الأم إليها باستغراب لقد تسوقت اليوم وملأت الثلاجة بالطعام عماذا تتكلمين ,ففتحت الأم الثلاجة فوجدتها مليئة بالطعام من كل الأنواع ... أنا لم احضر كل هذا الطعام اليوم, رينا بوجهها مدهشة :اقسم أنني فتحتها منذ لحظات ووجدتها خاوية والآن هي مليئة بالطعام حسنا إذا ربما كنت أهذي سوف آخذ وجبة خفيفة , ومرت عدة دقائق بعد أن أتمت صنع الوجبة فأخذتها وذهبت لتشاهد التلفاز فجلست على الكنبة وفتحت على قناة الأفلام وبقدرة قادر تحولت تلك القناة للتشويش وظهر ذلك الشيء اهو إنسان أم وحش لقد كان نصفه كالوطواط والنصف الآخر كالذئب المفترس , خافت رينا كثيرا وارتعبت فقال لها :سوف يحين الموعد وتندمين على فعلتك ... ماذااا!!!؟ ... فقربت يدها من التلفاز ولكنه ضربها بصعقة كهربائية فصدمها بالحائط فخافت وهرعت مسرعة إلى خارج المنزل وظلت تركض بالشارع حتى اصطدمت بذلك الفتى ذي العيون الزرقاء والشعر البني الذي يغطي قليلا من وجهه الوسيم ... رينا: يا الهي آسفة لم
اقصد .. لا عليك لماذا كنت تركضين لم اعلم أن الماراثون قد بدأ مبكرا هذه السنة , ابتسمت قليلا وقالت: صدقني لا تريد أن تعلم لماذا كنت اركض
... حسنا إذا أنا ماكس بلامونكس وأنت!.. أنا رينا اومايز تشرفت بلقائك زكما خففت عنك خوفك أو لا اعرف ما بالك ولكني تشرفت بمعرفتك أيضا ... آسفة لارتطامي بك من قبل أتعلم تبدو مألوفا لي
... وأنا اشعر هكذا أيضا كأننا التقينا من قبل ... رينا: آسفة علي أن اذهب الآن ... حسنا إلى اللقاء يا رينا ... وهكذا سار من جوارها وعندما التفتت خلفها لم تجده في تلك اللحظة فزعت بشدة ولم تستطع أن تصمد أكثر فصرخت بأعلى صوتها ..هذا يكفي لابد أنكم تمازحونني ... لم تستطع إن تبقى مكتوفة الأيدي فبدأت تفكر من أين جاء ذلك الفتى وأين ذهب تشوش تفكيرها وكأنها ضربتها عاصف من البرق أعادتها سنوات بعيدة للوراء عندما كان عمرها سبع سنوات , كانت تجلس في مقعدها في الصف الثالث الأساسي فالتفتت من حولها لترى ذلك الفتى الذي كان يجلس بجوارها والحزن يملأ وجهه البريء فذهبت إليه لتسأله عن سبب حزنه فنظر إليها نظرة تقطع قلب الناظر إليه وتحطمه ... ما بك أيها الولد لماذا أنت حزين ... فقال: لا لست كذلك فأنا .. ولم يكمل كلامه فقالت رينا ... فأنت ماذا ؟!! ... أنا اسمع أصوات غريبة تطلب مني المساعدة
... هل أنت جاد أم انك تمازحني !! ... نعم أنا جاد ولكن ... وقاطعتهما المعلمة : آنسة أومايوز وسيد بلامونكس أتمنى أن تشاركاننا حديثكما الرائع فعن ماذا تتكلمان ؟... رينا :لا شيء أبدا يا آنسة (ساتري)
إننا نتكلم عن المسالة فقط , المعلمة ساتري : إذا ما رأيك أن تشرحيها على اللوح ... ها !!! ...نعم هيا إلى اللوح ... رينا حسنا لا مشكلة (لم يكن عند رينا مشكلة لأنها كانت فتاة ذكية منذ صغرها فقد كانت تفهم كل المواد العلمية وكانت تستسهلها و لكن عندما كبرت أصبحت تكره المدرسة
بسبب هذه المواد لأنها أصبحت أعمق وأصعب ولم تكن رينا تريد أن تدرس أصلا ) لنعد الآن للذكريات ذهبت رينا إلى اللوح لتحل المسالة وقد حلتها بسرعة وبعد انتهاء الحصة قال لها الفتى: أنا ماكس بلامونكس وشكرا لأنك لم تقولي للمعلمة أي شيء أخبرتك به , لا بأس فهذا ما يفعله الأصدقاء , ومنذ ذلك الوقت ظلت رينا وماكس صديقين حتى اختفى فجأة بعد مرور عدة شهور ولم تره رينا بعد ذلك بتاتا ولكنه ترك الحزن في قلبها بعد رحيله لأنها كانت تعتبره أفضل إنسان وبعدها تعرفت على تاتيانا و براد وشخص آخر ستتعرفون عليه فيما بعد أصبحوا أصحابا ولكنها لم تنسه كانت تاتيانا تساعد لاينا كثيرا فقد كانت رينا تشكي همومها لها عن أمها وعائلتها وأبيها المسافر والمطلق من والدتها . لنعد الآن للحياة الواقعية كانت رينا ماتزال تقف بالشارع من تأثير الصدمة ثم قالت:انه ماكس انه هو لقد كبر حقا ولكن أين اختفى لماذا ظهر وأشعل الأحزان في قلبي مجددا بعد أن خمدت !!ولكن عماذا كان يتكلم قديما عن أية مساعدة هل يحدث معي كما حدث له .