قال تعالى:
(سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا
يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً
إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً )
(11)
الفتح 11نركز في الآية :
"شغلتنا أموالنا وأهلونا"
هؤلاء الأعراب يتعذرون بالأموال والأهل عن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والجهاد معه في ساعة العسرة.
الجهاد طاعة فيها إتباع لأمر الله تعالى ورسوله الكريم.
وهناك جهاد ايضا من نوع آخر وهو جهاد النفس .
قيام الليل جهاد عظيم
الجلوس مع القرآن وتدبر آياته في جوف الليل جهاد عظيم
النفقة في سبيل الله تعالى جهاد عظيم
اتباع جميع ما امر الله ورسوله من احكام جهاد عظيم.
-وقس على ذلك-
ألا نسمع كثيرا ممن يتعذرون بالأموال والأهل عن الجهاد (جهاد النفس)
الصلاة او القيام أو الجلوس مع القرآن وأي من الاعمال الصالحة ؟!!!!
تخبرهم عن قيام الليل يتعذرون بالتعب لانهم
طول يومهم اشغلهم العمل والكسب (المال)، وألهاهم الأبناء والأزواج (الأهل)
تنصحهم بحضور محاضرة دينية طبعا ستسمع نفس العذر
تنصحهم بتلاوة القرآن ستسمع نفس العذر
إلى متى ستشغلنا أموالنا وأولادنا وأهلونا ؟
لن تنتهي المشاغل ولا ينتهي العمل ، ومسؤولياتنا مع الأهل لن تنتهي
إذا كانت هذه هي أعذارنا فلن تنتهي يا أخوان ويا أخوات ،
ستنتهي أيامنا من الدنيا ونحن منشغلون ،
وقد هجرنا القرآن بسبب مشاغلنا (أموالنا وأهلونا)
ولم نقم لله قانتين وهجرنا القرآن بسبب مشاغلنا ،
تركنا الكثير من الأعمال الصالحة بسبب مشاغلنا والتي ابشرك انها لن تنتهي.
يقضى العمر ولا تقضى المشاغل.
هذا لانهم يقولون " ما ليس في قلوبهم"
لماذا انشغلوا وأتوا بهذه الأعذار ؟
لانهم دخلوا في دائرة النفاق ،.
ليس هناك جهد لله تعالى سوف تحل الغفلة والقسوة في القلب هذا هو السبب ،
ليست هناك رغبة في اتباع الله والرسول ، إنما تلك فقط اعذارهم بألسنتهم.
والله المستعان
"قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن اراد بكم ضرا او اراد بكم نفعا"
هذه الأموال والأهل التي أشغلتكم لن يضروكم ولن ينفعوكم
ولا يملكون رد الضر عنكم إذا جائكم من الله العذاب.
نعم ،، نشتغل بما لا ينفعنا
لن ينفعنا هذا كله بما اننا قصرنا في حق الله وحق كتابه
لحظة الموت سوف يتخلى عنا الأموال والأهل.
يوم القيامة لن نجد المال الذي شغلنا في الدنيا عن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم
ولن نجد الأهل فذلك اليوم لكل أمرئ شأن يغنيه لن يدرءوا عنا العذاب.
الآن لازلنا في الدنيا نستطيع ان نرجع إلى الله ونجتهد في طاعتنا له ،
ونتذكر دائما إنما تلك اعذار (مالنا وأهلونا) لن تنفعنا ،
إذا كنا بسببها مفرطين في حق الله وحق كتابه.
(ربنا اتمم لنا نورنا)
أسأل الله لي ولكم بأن لا يجعلنا ممن ينشغلون
بأموالهم وأهلهم عن طاعة الله