خطبة الكتاب
..........
الحمد لله اللذي أمرنا بالعبادة وبطاعته طاعة رسوله , ووعدنا بالحسنى مع الزيادة , والصلاة والسشلام على سيدنا محمد , البالغ منتهى الشرف والسيادة , وعلى اصحابه الذين منحهم الله العزة والسعادة.
أما بعد:
فلا زال الاسلام منذ أن طلع فجره محاربا . حورب من قريش وسائر مشركي العرب , ومن اليهود والفرس والروم والتتر والصليبيين , وكتب الله النصر المؤزر للاسلام والمسلمين , وأذل الله المشركين والكافرين . ولكن الأعداء- وان خذلهم الله- ما فتئوا يحيكون المؤامرات والدسائس ويبثون دعاياتهم الضالة ضد الاسلام والمسلمين , فتعددت مقالاتهم , وتنوعت مذاهبهم , وانتسب كثير منهم الى الاسلام , لأجل أن تروح عقائدهم ويتم لهم القضاء على الاسلام-لاسمح الله- ومن اشدها فتكا , وأخبثها دعاية , وأكثرها رواجا , دعاية المخرفين والقبوريين والصوفية المبطلين (1) الذين لم يدخروا وسعا في نشر البدع والضلالات باسم الدين, والدين منها بريئ. كما دعوا الى عبادة القبور وحسنوها للجماهير بشتى الاساليب , من بناء القباب الشاهقة عليها وتزويقها , ووضع الستور النفيسة عليها , لجذب الناظرين والزائرين اليها , وأن تكون تلك القباب محل الدهشة والاعجاب وجعلوا السدنة حولها ليطوفوا بالزائرين حول الضرائح ويعلموهم كيف يدعون الأولياء . وينزلون بهم حاجاتهم.
ومن اختراع حكايات سمجة عن القبور , وكرامات مختلفة لاتمت الى الصحة بنصيب . ومن انشاء قصائد تطفح بالاستغاثات والنداءات التي لا تصلح الا لخالق الأرض والسموات.
.................................................. .........................
**(1) : لا المحقين . لأن الصوفية قسمان : قسم محقون وهم الذين تقيدوا بالكتاب والسنة , ولم يتجاوزوهما , وكل مافي الأمر أنهم غلبوا جانب الاخرة على الدنيا, كالجيلاني والجنيد وسهل التستري وأمثالهم.
وصوفية مبطلون : وهم الذين يخالفون الكتاب والسنة , ويتعدون حدودهما ويأتون بعقائد ما أنزل الله بها من سلطان , وبأعمال مخترعة يبرأ الكتاب والسنة المطهرة منها , كاعتقادهم بوحدة الوجود , واختراعهم أذكارا واحتفالات يمتزج فيها الذكر بالرقص , ويختلط فيها الرجال والنساء , ويدق فيها الطبول وتنشر فيها الأعلام , ويأتون بمخاريق كضرب أنفسهم بالسكين والخنجر وأكل النار . اللهم اهد عبادك الى الصراط المستقيم.