الشباب هم ركيزة المجتمع التي ترقي بهم الأمم، فحري بنا كآباء ومسئولين
ومؤسسات إن نهتم بهم، ونعمل علي توجيه قدراتهم وطاقاتهم لصالح رقي الإسلام
والوطن، في ظل المؤامرات التي تحاك ضدهم والانفتاح غير المسبوق في
التكنولوجيا علي كل شيء تجعل من الصعوبة بمكان التكيف مع المرحلة دون
الانزلاق إلى الرغبات في ظل الضغوطات التي تواجههم ومن هذه المشاكل :
1- غياب دور المؤسسات التربوية
إن أول ما يواجه الشباب أن يفقد القدوة الصالحة والوثوق بها, إن غياب الدور
الرقابي والتربوي للأسرة أمام المادية الطاغية وانحصار دور الأب والأم في
أكثر الأحيان في توفير متطلبات الحياة وغياب الدور الرقابي وترْك الشباب
فريسةً لوسائل الإعلام التي تعمل متعمدةً على تغيير المفاهيم الإسلامية،
وليست المدارس والجامعات بأفضل من شأن الأسرة؛ إذ فسدت القدوة وساءت
العلاقات بين الأستاذ وتلاميذه، مما دفع الشباب إلى أخذ القدوة من شخصيات
فارغة من نجوم تليفزيون ولاعبي كرة القدم والممثلين والممثلات البَعيدين عن
مفاهيم الإسلام وتعاليمه.
2- الصحبة السيئة
من أخطر المشكلات التي تواجه الشباب؛ ولذا يقول النبي- صلى الله عليه
وسلم-: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل", إن كافة المنكرات
التي يقترفها الشباب إنما هي من نتائج الصحبة السيئة.
مصاحبة الشباب للفتيات
ليست هناك في الإسلام ثمةَ علاقةٌ بين الرجل والمرأة اسمها الصداقة
والمصاحبة البريئة.. إن هناك إما علاقة حلال تسمَّى بالزواج وعلاقات
المحارم، التي تقود إلى الفاحشة المحرمة التي هي من أكبر الكبائر.
إن الإسلام أمر الشاب أن يغض بصره عن النساء وأمر النساء أن يغضضن أبصارهن
عن الرجال، فحرم الإسلام النظرة والابتسامة المغرضة والمصافحة والملامسة،
فضلاً عن الخلوة والملاصقة.
إن إباحة العلاقة بين الشاب والفتاة بدون ضوابط إسلامية تكتنفها مخاطر جمَّة تهدد أمن المجتمع وأخلاقه.
3- الفراغ
من اخطر الأشياء التي تواجه الشباب الفراغ دون استثمار الوقت فهو اكبر
أبواب الشيطان للمحرمات، فالوقت ليس ملكيةً خاصةً تُوجب حرية التصرف فيها
كيفما شاء صاحبُها، بل كل إنسان مسئول عن وقته وفي أي شيء قضاه، إن الفراغ
يولد الأعمال القبيحة بدعوى قتل الوقت، من الجلوس على المقاهي بدون داعٍ،
أو النوم نهارًا والسهر ليلاً علي المحرمات، أو قضاء اليوم في الغيبة
والنميمة والتسكع على النواصي والطرقات إن هذه السلوكيات إنما تولد أمراضًا
نفسيةً ومشكلات اجتماعية، ومنها الضيق والانفعال لأتفه الأسباب والمشاجرة
مع الأهل والآباء والأمهات وتعلم العادات السيئة، مثل العادة السرية وغيرها
والخمول الذهني واليأس والإحباط والجمود والسلبية.
4- البطالة
عدم انشغال الشاب بالعمل تدفعه إلى التفكير بالمحرمات والسهر علي الانترنت
لساعات طويلة ونسج علاقات محرمة مع الفتيات، وانغماسه في المعاصي والشهوات،
دون أن يكلف نفسه بالبحث عن عمل والتواكل علي الأهل بإيجاد عمل له.
5- السجائر والمخدرات والمسكرات
توجه شريحة من الشباب إلى التدخين والشيشة في ظنهم أنها تريح الأعصاب وهروب
من واقع صعب نسجوه في مخيلتهم واقنعوا به أنفسهم، والأخطر تعاطي شريحة
أخرى المخدرات بأنواعها والحبوب المسكنة "الترامال" لتغيب العقل كليا عن
الواقع، في محاولة للهروب من معترك الحياة، هذه الأمور تعمل علي تدمير
الشباب والانحدار بهم إلى هاوية الإدمان والبعد عن الدين والأخلاق الحميدة.
الأسباب الرئيسة التي أدت إلى ظهور هذه المشكلات:
1- عدم قيام الوالدين بواجبهم التربوي والتوجيهي الذي أناطهم الله به.
2- عدم إعطاء القدوة في السلوك والألفاظ من الآباء والأمهات والمدرسين.
3- عدم الاحترام المتبادل بين الزوجين.
4- التفكك الأسري، سواءٌ بالطلاق أو بتعلق قلب الرجل بالنساء.
5- سوء استغلال الانترنت وما يحتويه من مواقع التواصل الاجتماعي و الدردشة والمواقع الغير أخلاقية.
6- نشاط المخابرات الصهيونية من اجل إسقاط الشباب بكل الوسائل والطرق .
7- الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشباب من قلة العمل نتيجة الحصار .
كل هذه الضغوطات التي يتعرض لها الشاب سواء في البيت أو في الخارج كفيلة في
إسقاطه في وحل الفساد الأخلاقي وربا الأمني بكل سهولة ،من هنا يجب علي
الجميع أن يأخذ دورة ، بان يتابع ويراقب وينصح وينمي في الأبناء القيم
الإنسانية السامية والبعد عن الانحطاط الأخلاقي والعودة إلى الله وتطهير
النفوس وإشغال أوقاتهم بما يفيد أنفسهم ووطنهم ليرتقوا إلى السمات
الملائكية للإنسان .