إني تعبت من الحب يا أمي
متنقلا من غصن إلى غصن
إني تعبت، أجرجر روحا بلا أمل
أطارد سرب الحب من زمن إلى زمن
ماذا جنيت يا أمي
ماذا جنيت !
سوى شحوب واصفرار
وأكداس ثم أكداس من الحزن
كم مرة سكر فؤادي
كم مرة غرد في الأعالي
وهوى كطير جريح يئن ويستكين.
إني سئمت عزف النايات دوما
على ذكريات سال منها التيه والشجن
كسنابل قمح بعد العنا تخر صرعى على التبن والطين
إني سئمت من الأوطان بلا روح ولا أمل
بالله كيف تحيا بلا أمل خبريني
أموت وأطياف الحزن تكبلني
لا أستريح ولا أسعى سوى إلى إحن
إني أعلم من أنا يا أنا
إني حطام من أنين
إني حطام من حنين
انكسر المعنى وغاب في فضاءات الزحام
وتكسرت عصا النايات وألحان الوشايات
وعاد كل شيء شاحب يجرجر ألحان العذاب
وجذوة من نار حزن دفين
سئمت من الأوطان يا أمي
تنقلني من حزن إلى حزن
تأخذني بعيدا قرب القاع ثم تدفنني
سئمت تعابير البطولة قرب أشباح المرأة الأنثى
وحكايات البطولة للأنا بلا معنى
أنا يا أمي ذرة من غبار، لا البحر
ولا الريح، ولا الصدى يقدر أن يحممني
من أين يأتي الحب يا أمي
إذا الأنثى لم تسمع ترانيم الحب والغنى
جلست أرقب قرب أضواء النوافذ
أمتطي صوت السنونو
اربت في تجاويف الدجى حذرا
اتق برد الشتاء،
ألملم أطراف المكان
سهرت حتى الفجر أنشد بالأغاني
لكن، ما قالته يا أمي، هذه الأنثى غريب
ما بال هذا العالم يا أمي لا يفهم
لغة الحب من إشارات الجنون
أعود يا أمي إلى البيت مكسور حزين
لا أبغي من الدنيا سوى قلب يحن ويستبين
يا أمي هل هذا كثير
هل هذا كثير.