ما أغلى مقامك .. نورت عامك ..
الناجحين والفائزين في أمور الحياة المختلفة نجدهم لم يصلوا للنجاح والفوز إلا بعد اجتهاد واستعداد ، وليس كل من يستعد ينجح ، لأن الإعداد يختلف من شخص لآخر ، وكل بحسب ما بذله تجد حصيلته تشير عليه ، فكيف بمن لم يستعد بل لم يفكر في ذلك بتاتاً هل سيفوز ؟؟
وها نحن في أخر أيام شهر شعبان وهو آخر محطات الاستعداد لدخول شهر العتق من النيران، شهر رمضان.
كان السلف رحمهم الله بعد رمضان يدعون الله أن يتقبله منهم لستِّ أشهر ثم في الست أشهر الباقية يدعونه أن يُبلغهم رمضان القادم .
فيارب بلغنا رمضان .. ووفقنا لصالح الأعمال فيه ثم ارزقنا الإخلاص فيه وبعد الإخلاص أرزقنا القبول وبعد القبول أرزقنا الثبات ...
حق لضيف مثل رمضان أن نستعد له بكل فرح روحي .. فأفرحي أيتها الروح العطشانة بقدوم نهر يشبع حاجاتك ، شهر الصيام والقران والصدقات وقيام الليالي وصلة الأرحام وووووو
فبإذن الله ما نستعد له هي عبادات موجودة في الأصل ولكن الهدف كيف نزيد من هذه العبادات.
قال الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران: {وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [سورة آل عمران: 133].
وقال تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المُتَنَافِسُونَ} [المطففين آية: 26].
نحتاج لوقفة، وقفة للفوز برمضان ؛ فهي أيام غاليات إن ذهبت الآن قد لا تعود أبدًا؛ فكم من أناس لم يكتب لهم إدراك رمضان، وكم من أناس لم يكتب لهم أن يدركوه هذا العام، فلذلك ضع من الآن خطة وهدفا وأصلح النية وأعدها للاستعداد لرمضان، فإن كتب الله عليك المنية قبيل رمضان مت على نية صالحة وعمل صالح إن شاء الله.
لو أتاك خبر قدوم ضيف غالي لمنزلك ،ووجدت البيت متسخ ، فهل تزين البيت أولاً أم تنظفه؟
بالطبع فإنك ستنظفه أولاً.. وهكذا عند أستقبالنا لرمضان .. علينا أن نطهر أنفسنا ونحاسبها
على ما أقترفته من ذنوب خلال الـ 11 شهر منذ رمضان الماضي، ونطهر قلوبنا من الحقد والقطيعة وغيرها ، وبعد ذلك نهذّب أنفسنا ونلزمها التقوى، فرمضان مدرسة للمتقين.
- عوّد نفسك على الصوم لكي لا تجد عند إقبال رمضان بإذن الله مشقة في صوم الأيام الأول فصم يوما وأفطر يوما أو اجعل شعبان أكثر أيامه صوما فقد ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: «لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرًا أكثر من شعبان، وكان يصوم شعبان كله» [رواه البخاري].
- بادر بصلة رحمك، واحذر أشد الحذر من قطعها. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها» [رواه البخاري 5645].
-تنظيم الوقت : كثيرون للأسف هم من يقضون الساعات الطوال في استخدام الإنترنت، ويضيعون فرصا عظيمة في شهر مثل رمضان. فأين هم من الإمام مالك بن أنس الذي كان إذا دخل رمضان يفر من الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف؟!، فابدأ من الآن -إن كنت من مدمني النت- بتقليل ساعات جلوسك عليه، واعلم أن رمضان لن ينتظرك.
- تزدحم الأسواق ويكثر الهرج فيها -للأسف- في رمضان فاقضِ جميع حوائجك من مواد غذائية وملابس للعيد وغيرها بدءًا من شعبان.
- المبادرة في قضاء ما عليك من صيام إن كنت أفطرت في رمضان الماضي لعذر شرعي.
- في رمضان يقبل الناس على تلاوة القرآن وختمه ولكن لتكن تلاوته سلسة وختمته عليك يسيرة فابدأ في شعبان أن تكثف من وقت التلاوة .
-رمضان شهر تكثر فيه الصلوات من تراويح وقيام ونوافل فلكي تعتاد على طول الوقوف فيه دون إرهاق أو تعب فلتخصص للقيام وقتا أطول بدءا من شعبان وليكن مثلا ساعة فمضاعفاتها، وعود نفسك من الآن على طول الركوع والسجود.
- بدءًا من الآن عود نفسك على طول الدعاء واحفظ من الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم فهي تحوي جوامع الكلم وأخير وأبرك وأجدى بالإجابة إن شاء الله.
-عوِّد نفسك من الآن المكوث في المسجد فترات أطول بعد الصلاة تحضيرا للاعتكاف في رمضان إن شاء الله أو على الأقل تحضيرا للمكث في المسجد ساعات طوال فيه هذا أيضا اعتكاف؛ فلا حدّ لأقله..
-استعد لإطعام المساكين وتفطير الصائمين فابدأ من الآن زيادة كمية ما تعده من طعام لوجبة الغداء مثلا وخذ هذا الزائد ووزعه على فقراء حَيّكُم أو حارس بنايتكم .
- إن كنت لن تستطع الذهاب لعمرة رمضان هذا العام لمانع يمنعك فاعلم أن من جلس يذكر الله بعد الفجر حتى شروق الشمس فصلى ركعتين فله أجر حجة وعمرة تامة تامة تامة. فعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من صلى الصبح في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة و عمرة، قال: قال رسول الله: "تامة تامة"» [قال الألباني حسن لغيره].
- اعتد على عبادات لم تفعلها من قبل, بعبادة -موجودة أصلا وليست ابتداعا- لم تقم بها قبلا وذلك لكي تعتد على أفعال أو عبادات كبيرة في رمضان.
-للمدخنين نقول رمضان فرصة عظيمة لترك هذه الآفة اللعينة فاعتد من الآن على نبذها وتركها وضع النية الصالحة أنك تتركها لله ثم لتحافظ على صحتك واسأل الله أن يعينك على ذلك.
-من الآن عود لسانك أن يكون حقا رطبا بذكر الله فلا تفتر عن الذكر والاستغفار والتسبيح والتهليل فما أيسرها من عبادة وما أعظم وأكبر أجرها عند الله.
-راجع حفظك أو ابدء في حفظ بعض من السور في شعبان لكي تصلي بها في نوافل رمضان فكم هو سعيد من يصلي ويناجي ربه بآيات يحفظها في صدره.
اللـــهـــم بـلـغـنـا رمضان
اللـــهـــم بـلـغـنـا رمضان
اللـــهـــم بـلـغـنـا رمضان
واعـــزنــــــا مــن النيران
واكتب لنا برحمتك الجنان
يا حنان يا منان