بقايا حرف...!

---

أميرتي الصغيرة
كم من الأشياء التي تسقط في دولاب عقلي تأخذ منكِ شكل أشلائي ..
وكل شيءٍ في داخلي يلبسُ ثوباً تمزقهُ الحقيقة .. وحجماً للحنين يكبر بحجمِ سمائي ..
يجبرني على الحزن .. الترقب .. الأمل .. الصمت أو كثرة هذياني ..
أو يحملني شوقي إلى سكب الوقت القاسي في دلو الأماكن التي حملت وجودكِ ..


ما جدوى تشردِ التساؤلات في جوفي حين تُحجِمُ عن إختلاق طقسٍ لإجابةٍ شافية ..
وهل كان سطري يحملُ إلا تلكَ المعاني التي تجول في خاطركِ تعلمين معها أنني أقف على الهواء
ولا أسقط .. شيئاً ما منكِ يحملُ روحي على الطيران ..
شيئاً يحتفظُ لي بعينينِ للعالمين تراني عالماً ملؤه الألوان ..
وأنا أبحثُ عن وجهي المرميِّ على قارعةٍ صفحةٍ بيضاء ..
وتراكمُ الضوءِ البائسِ يعكسني في ذاتي قمراً رماديَّ الشُحوب ..
وأنا ألتمس الحلمُ أن يأتي ولا يأتي ..
والفجر أن يستيقظ ولا يستيقظ ..
والصباحُ يُقسِمُ على كلِ أملٍ أن يرتدي ثوب الخيانة فلا يجيء ..

أتدرين
كم بتُّ لا أحصي الوقت الذي يمُرُ بمساءاتِ أرقٍ تحجبُ وجهَكِ عنْ يد البصر ..
ولا بتُّ أدرك كيف لي أن أنهي رغيفَ حنينيَ الذي لا أملك سواه بقضمةٍ شاسعة ..
ولا بتُ أعلم كيف أن الماء الذي ينزل من السماء تركَ الغيم يبكي بلا إنقطاع رثائي..
والملح الأبيض يزداد تمَسُّكاً بمحاجر عيني فيزيدُ من رتابةٍ الأوجاع التي تقضم أنسجتي ..
وأن الهواء الذي يتآكل على أطراف لساني مصاب بداء الخذلان
فلا يُعيد إليَّ إلا صدى صوتي ويؤثر معاهدة الصمت
ليهربَ بصوتكِ بعيداً عن أذني ..

أنا لم يعد يشغلني المنطق واللامنطق .. ولا يهمني الحوار أو التوافق
ولا يهمني إنتكاسة الفرح أو إنتصار الحزن .. ولا بحجم الأحلام التي ماتت ولا بميلاد الآلام ..
ولا بكل الفرضيات التي أصبحت واقعاً يقبل التأويل ..
ولا بكل المُسَلَّمِاتِ التي خرجت عن ثوب الثبات ..
ولا بتُّ أحفل بإتفاق النقائضِ أو بسيطرة الأضداد
ولا يعنيني تضائل حجم الفرص ِ أو تعاظمُ سُمْكِ الغنائم

أنا بتُ لا أنتقي الألوان التي تجعل من كياني قزحي الفرح يخبرني عن العظمةِ التي بكِ تملأ ذاتي ..
وكم أن اليد الحانيةَ التي تمسحُ على رأسي تشعرني بحجم الطفل الصغير الذي يكبر في داخلي
بين يديكِ ...
ولا بتُّ أختار لعالمي عطراً أسرقهُ من عبير وردكِ الأحمر ..
ولا صرت أشاطر غرفتي حجم البياض الذي أراهُ جنيناً في رحمِ الأماني الصادقة..
وما عدت أجد للاشياء التي لم تلامس رغبتكِ إلا أن أصبغها بالسواد ..
أنا أعلمني لست بحاجةٍ لوابل الكلماتِ التي يلفظها لسانكِ وتختصرها عيناكِ الصادقة ..

أنا لم أعد آبه للفصول التي تأتي وتنتهي بذات الصقيع الذي لا يغفرهُ الحنين ..
ولا بلذة مواقدِ الشتاء التي تكسوني فيها معاطف الإنتظار ..
أنا لم أعد أرى أن للسماء وجهاً تستقبلُ بهِ الأيام البالية دون مزاحمةِ المطر ..
ولا بحجم الفضاءاتِ الخاويةِ التي يملؤها وجهُ القمر ..
وأعودُ إلى صفحةِ الحياةِ التي تخلو منكِ فلا أجدُ لكِ فيها زاويةً أو مكان ..
ولا تحملني إليكِ صفحةُ بدايةٍ أو ورقةُ النهايةِ معلقة على الجدران ..
كل شيء يموتُ كأوراق عمري ..
كسنواتِ إنتظاري الذي كانت محصلةُ أحلامهِ الصفر ..

أنا لم أعد أزرعُ بذور أحلامي في أرضٍ أصابتها لعنةُ العقم المطلق
أنا لم أعد ألهثُ خلف الأشياء التي أصبحت حبلى بكل لا شيء ..
أنا فاتني قطار الرحيل فما وجدتُ نبيذ الإحتفال بكِ فخشيتُ أن تكونَ أي غنيمةٍ
لا تساوي حجم الإحتفاظ بكِ ..
أنا اخترت ومنذ اللحظةِ الأولى الوفاء وحتى اللحظةِ الأخيرة من عمر القدر الوفاء
ومع كل مساء أسدل ستائر القلب وأغلق نوافذ وجداني .. وأتوسد تراب الحرمان ..

أنا الآن فقط كلما أغمض عيني تحضِنُكِ أجفاني ولا شيء سوى الأجفان ..

---

أَحاسِيسُ جُنُونِيةْ
تَتَمَلْكُنِي تِجَاهَ أنَّ قَلَمِي مَا كَانَ لأَحَدٍ يَوْماً

بَعْثَرَةُ حِبْرْ
تَخُصُ كَيَانِي فِي هَمْسِ الذَّاتِ اللَاوَاعِيَةِ إِلَّأ لِذّاتِها

هُدُوءُ حَرْفْ
تَنَاغُمُ المُوسِيقَى الصَّاخِبَةِ عَلَى أَسْطُرِ جُنُونِي اللّامَعْقُولِ نَزْفًا عَلَى صَفَحَاتِ نِسْيَانِكِ

فًلاَ قَلْبَ لَكِ يَنْبِضْ

يسلمووو

يسلــــــ ـــــــمووووووو يعطيك العافية